إنَّ الحمد لله تعالى ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله ، صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعد:
قال تعالى: { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } سورة آل عمران آية 18
و يقول صلى الله عليه و سلم فيما رواه الشيخان عن أبي موسى رضي الله عنه: إن مثل ما بعثني الله به من الهدى و العلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ و العشب الكثير و كان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها و سقوا و زرعوا ، و أصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء و لا تنبت كلأ ، فذلك مثل من فقه في دين الله و نفعه بما بعثني الله به فعلِم و علّم و مثل من لم يرفع بذلك رأسا و لم يقبل هدى الله الذي أرسلت به
فالعلماء الذين وفقوا لحمل هذا العلم طبقتان:
إحداهما حصّلت العلم و وفقت للعمل به ، و التفقه فيه ، و استنبطت منه الأحكام ، فصاروا حفاظا و فقهاء ، نقلوا العلم و علموه الناس و فقهوهم فيه ، و بصروهم و نفعوهم ، فهم ما بين معلم و مقرئ، و ما بين داعٍ إلى الله عز وجل ، و مدرس للعلم ... إلى غير ذلك من وجوه التعليم والتفقيه
أما الطبقة الثانية فهم الذين حفظوه و نقلوه لمن فجّر ينابيعه ، واستنبط منه الأحكام ، فصار للطائفتين الأجر العظيم ، و الثواب الجزيل ، والنفع العميم للأمة ، و أما أكثر الخلق فهم كالقيعان التي لا تمسك ماء ، و لا تنبت كلأ لإعراضهم و غفلتهم و عدم عنايتهم بالعلم
فالعلماء و طلبة العلم في دور العلم الشرعي على خير عظيم ، و على طريق بحمد الله مستقيم ، لمن وفقه الله لإخلاص النية ، و الصدق في الطلب
و يقول الامام المنذري رحمه الله:
و ناسخ العلم النافع: له أجره و أجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما
بقي خطه
و ناسخ ما فيه إثم: عليه وزره و وزر ما عمل به ما بقي خطه
و من توفيق الله علينا فى هذه العصور أن سخر لنا هذه التقنية
الحديثة لنشر العلم و الدعوة إليه تعالى
فيسر الله هذا الموقع لأهداف خمسة أعاننا الله على فعلها:
- نشر التوحيد
- الاتِّباع ونبذ الابتداع
- التربية والسلوك والتعبد
- الاعتناء بالقران والسنة النبوية وفهمهما على فهم السلف الصالح
- المنهجية الصحيحة في تلقي العلوم الشرعية
هذا و بالله التوفيق و
صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم