إن الحمد لله ، نحمدُه و نستغفره و نستعينه و نستهديه و نعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا و من سيئاتِ أعمالنا ، من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له و أشهد أنَّ محمداً عبدُه و رسولُه ، بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً و مبشراً و نذيراً ، بلّغ الرسالة و أدّى الامانة و نصحَ الأمّةَ فجزاهُ اللهُ خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائه ، صلواتُ اللهِ و سلامه عليه و على جميع الأنبياء و المرسلين ، و على صحابته و آل بيته ، و على من أحبهم إلى يوم الدين
و بعد
فعلم الحديث أحد العلوم التي تفردت بها الأمة الإسلامية و هو علم
بقوانين يعرف بها أحوال السند و المتن و الغايه منه هو معرفه
الصحيح من غيره
و ينقسم إلى قسمين :
- علم الحديث الخاص بالروايه : و هو يشتمل على نقل أقوال النبى صلى
الله عليه و سلم و أفعاله و تقريراته و صفاته و روايتها و
ضبطها و تحرير ألفاظها
- و علم الحديث الخاص بالدرايه : و هو معرفة حقيقه الروايه و
شروطها و أنواعها و أحكامها و حال الرواه و شروطهم و أصناف
المرويات و ما يتعلق بهم
فعلم الحديث يدور على دراسة أقوال النبي محمد أو الصحابي أو التابعي و الأفعال و التقريرات
و الصفات و روايتها و ضبطها و تحرير ألفاظها
و أما سنة نبينا صلى الله عليه و سلم فالترغيب من الشارع فى الحث على طلبها و العمل بها مشهور و معلوم فمن هذا :
نصوص الكتاب والسنة التى تحث على اتباع السنة
قال تعالى { مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ
فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَ مَن تَوَلَّى
فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا }
سورة النساء آية (80)
و
قال تعالى { و
َمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ
يُوحَى }
سورة النجم آيتا 3 – 4
و
قال تعالى { إِنَّا أَنزَلْنَا
إِلَيْكَ الْكِتَابَِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا
أَرَاكَ اللّهُ }
سورة النساء الآية 105
و قال
تعالى { لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى
الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
وَ يُزَكِّيهِمْ و َيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ و َالْحِكْمَةَ و َإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } سورة آل عمران آية 164
و قال تعالى { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } سورة آل عمران 31
و قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَ أَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَ أُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً } سورة النساء آية 59
و قال تعالى { وَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدَاء وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } سورة النساء آية 69
و أما من السنة
عن أبي هريرة أن رسول الله قال : "
كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا يا رسول الله و من يأبى قال
من أطاعني دخل الجنة و من عصاني فقد أبى
و عن أبي هريرة أن رسول الله قال : " من أطاعني فقد أطاع الله و من
عصاني فقد عصى الله و من أطاع أميري فقد أطاعني و من عصى أميري فقد
عصاني "
و عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب أتى النبي بكتاب أصابه من
بعض أهل الكتاب فقرأه النبي فغضب فقال أمتهوكون فيها يا بن الخطاب
و الذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء
فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به و الذي نفسي بيده لو
أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني "
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله " إني قد تركت فيكم شيئين لن
تضلوا بعدهما كتاب الله و سنتي و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض "
و عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله خطب الناس في حجة
الوداع فقال : " يا أيها الناس اني قد تركت فيكـم ما إن اعتصمتم به
فلن تضلـوا أبدا كتاب الله و سنة نبيه "
و من اقوال السلف
قال ابن وهب : " كنا عند مالك فذكرت السنة فقال : " السنة سفينة
نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق "
و عن أبي الزناد قال : " كان سعيد بن المسيب و هو مريض يقول :
أقعدوني فإني أعظم أن أحدث حديث رسول الله و أنا مضطجع "
قال سهل بن عبد الله رحمه الله : النجاة في ثلاثة : (أكل الحلال -
أداء الفرائض - الاقتداء بالنبي)
و قال سهل بن عبد الله : " الفتوة اتباع السنة "
و عن قتادة قال : " لقد كان يستحب أن لا يقرأ الأحاديث التي عن
رسول الله إلا على وضوء "
و قال أبو إسحاق الرقاشي : " علامـة محـبة الله إيثار طاعتـه و
متابعة نبيه "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " فالصراط المستقيم هو طاعة الله و
رسوله و هو دين الإسلام التام و هو اتباع القرآن و هو لزوم السنة و
الجماعة و هو طريق العبودية و هو طريق الخوف والرجاء "